لماذا أحبك إني أحبك للعفاف يشع من عينيك والقلب التقي
إني أحبك لابتسامتك التي تحكي طهارتها صدى الخلق النقي
وتطلعاتك كلما نادى المنادي للصلاة بوجهك المتألق
ويداك ترتعشان في ضوء النجوم الأزرق
تتوسلين إلى الإله بأن ينير حياة عالمنا الشقي
* * * * * *
حسبي جمال حل في شفتيك والكلمات تصدر عنه نيرة مضيئة
أنا لا أحس متي جلست إليك ياقمري سوى الروح البريئة
وطهارة القلب الذي استعلى على الشبه الدنيئة
* * * * * *
حتى خطى قدميك أنغام موقعة لها لغة وحس
تروي أحاديث الهوى العذري عن حب له فرح وأنس
تتحركين يرتل صادق الإيمان عنك وللحجار الصم همس
ولكل زاوية وركن تخطرين عليه إحساس ولمس
مر الزمان ولم يزل يطوي شهوري كلها عسل وعرس
* * * * * *
منذ التقيتك لم تقع عيناي منك على قبيح
تتحملين مواجعي وتهدهدين على جروحي
وترددين محاسني وبسر نفسي لاتبوحي
يؤذيك لو مس الهوى جسدي كأنك بعض روحي
* * * * * *
حولت بيتي منذ نزلت به إلى عش أنيق
لمسات كفك فيه ناصعة لذي النظر الحقيقي
جدرانه حجراته ، شرفاته البيضاء زاهية البريق
لا تسأليني هل أحبك! أنت في قنوات ريقي
ما كنت أعرف من أنا حتى التقيتك في طريقي
نوراً تغلغل في دمي وانصب في مجرى عروقي
--------------------------------------------------------------------------------
الشاعر علي عبدالرحمن جحاف من مشاهير شعراء اليمن الذين ُعرفوا باهتمامهم منذ زمن طويل بكتابة القصيدة الاجتماعية وفي قصيدته هذه (لماذا أحبك ) يرسم لنا ببساطة آسرة صورة مضيئة نابضة بالحياة للزوجة المسلمة في عيني زوجها وشريك عمرها في مقاطع يشع منها النور والدفء ويعبق منها الطهر ويتجسد فيها الحب الصادق والوفاء النبيل ومعاني الحياة العامرة بالإيمان وحميمية العلاقة الزوجية بعد عمر مديد من الزواج .
تم اقتطاف هذه القصيدة من مجلة "الشقائق" ، وهي مجلة شهرية جامعة في عددها الرابع والعشرون في تاريخ جمادى الثانية من عام 1420هـ .
عـودة